الرئيسية \ اصدارات \ خبر وتعليق \ سألوها بالعربية فأبى لسانها إلا أن ينطق بلغة المستعمر

بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

سألوها بالعربية فأبى لسانها إلا أن ينطق بلغة المستعمر


 

الخبر:


شهد المغرب جدلا جديدا حول تفضيل اللغة الفرنسية على العربية، بعدما قالت وزيرة البيئة المغربية، حكيمة الحيطي، إنها تشعر بأنها ستصاب بالحمى عندما ترغب بالحديث باللغة العربية. وقد سبقها من قبل وزير مغربي آخر رفض الرد على أسئلة صحفية باللغة العربية، مفضلا استخدام الفرنسية لأنه يتقنها أكثر (المصدر موقع بي بي سي 2015/06/06).


التعليق:


اللغة العربية، هذه الطاقة الحيوية التي إذا ما امتزجت بالطاقة الإسلامية جعلت المسلمين في عليين وما إن أُهمل أمرها انحطّوا ورجعوا صاغرين. وبالرغم من أن الدساتير في البلاد العربية تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد وتستخدمها المؤسسات الحكومية من وزارات وإدارات عمومية إلا أن ظاهرة التحدث باللغة الأجنبية عامة والفرنسية خاصة في المغرب العربي متفشية وتشمل كل الفئات العمرية ولا تقتصر على مستويات علمية محددة، بحيث يعجز العديد عن تركيب جملة واحدة خالية من مفردات أجنبية، بل يصل الأمر أن يكون الحديث بلغة المستعمر أسهل من الحديث باللغة الأم! هذا المستعمر الذي نجح بمساعدة عملائه في جعل الناس مضبوعين بلغته بل صار التحدث بها رمزا للتقدم والرقي وعدم إتقانها مدعاة للسخرية وحائلا دون نيل الوظائف العليا!!


ولو عرّجنا على أهمّ مسبّبات النفور من اللغة العربية لوجدنا أن هذا التذبذب بين أكثر من لغة هو راجع إلى ما يتعلّمه الفرد منذ الصغر وما ينشأ عليه؛ فالمناهج التعليمية التي ينهل منها الطفل منذ أولى مراحل عمره هي التي تؤثر في تكوين شخصيته وصياغة فكره. وما تهميش اللغة العربية في المؤسسات التعليمية إلا سبب محوري في سلخ الناس عن لغتهم وبالتالي عن هويتهم الإسلامية. وهذا ما عمدت إليه فرنسا وغيرها من خلال تركيز المدارس الإرسالية والتبشيرية في الشرق التي أخرجت شخصيات كارهة لفكرها وناكرة لحضارتها ومتنصلة من أمتها. وهذا ما صرّح به "المسيو شاتليه" في مقدمته عن إرساليات التبشير البروتستانتية حيث قال "ينبغي لفرنسا أن يكون عملها في الشرق مبنياً قبل كل شيء على قواعد التربية العقلية ليتسنى لها توسيع نطاق هذا العمل والتثبت من فائدته. ويجدر بنا لتحقيق ذلك بالفعل أن لا نقتصر على المشروعات الخاصة التي يقوم الرهبان والمبشرون وغيرهم بها، بل بالتعليم الذي يكون تحت الجامعات الفرنساوية، نظراً لما اختص به هذا التعليم من الوسائل العقلية والعلمية المبنية على قوة الإرادة وأنا أرجو أن يخرج هذا التعليم إلى حيز الفعل ليبث في دين الإسلام التعاليم المستمدة من المدرسة الجامعة الفرنساوية"! وهذا ما حدث بالفعل وما نلمسه اليوم في الواقع؛ فما عجزت عنه الإرساليات التبشيرية قامت به اللغات الأوروبية التي تسرّبت معها الأفكار والمفاهيم الغربية التي ضللت المسلمين وغذّت الضعف الفكري الذي طرأ على أذهانهم في فهم الإسلام. ولذلك علينا أن نعي خطورة مدارس الإرساليات علمانية كانت أو دينية وما تفرزه من آثار على خريجيها ومن تعلّم على أيديهم، ووجب تنقية أفكارهم من الدسائس وإزالة الشوائب التي علقت بها قبل أن يصلوا لأي مراكز ذات أهمية.


إن تعلّم لغة القرآن واجب شرعي على كلّ مسلم؛ فبها يفهم الكتاب والسنة وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ويقول سيدنا عمر: "تعلّموا العربية فإنها من الدين" وما الحمّى التي تصيب وزيرة البيئة المغربية عند حديثها باللغة العربية إلاّ نتاج فيروس التغريب الذي كرّسته التبعية والولاء للمستعمر والذي لن يقضي عليه سوى دولة الخلافة على منهاج النبوة؛ فهي التي ستحرص على أن تكون اللغة العربية هي وحدها لغة التعليم وتحرص على إتقانها.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش

     
21 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/08م

 

خبر وتعليق