الرئيسية \ اصدارات \ بيانات صحفية \ معتقل تمارة مثالٌ حيٌّ على حصانة الجلادين

 


بسم الله الرحمن الرحيم

خبر وتعليق

معتقل تمارة مثالٌ حيٌّ على حصانة الجلادين


الخبر :


نشر موقع "لكم. كوم"، بتاريخ 5/2/2013، نقلاً عن جريدة نيويورك تايمز مقتطفات من تقرير من إنجاز مؤسسة "مبادرة المجتمع العادل" يصف المساعدة المتفانية التي قدمتها المخابرات المغربية إلى نظيرتها الأمريكية في الاختطاف والتعذيب الوحشي لأشخاص يفترض أنهم إرهابيون. وجاء في الفقرة الأولى: "المغرب من البلدان التي قامت بمساعدة وكالة الاستخبارات الأمريكية على الاعتقال والاحتجاز السري وتعذيب المعتقلين إضافة إلى فتح أجوائها أمام طائرات تابعة للاستخبارات الأمريكية التي كان على متنها معتقلون سريون".

 

يتحدث التقرير عن معتقلين سريين، الأول وهو تمارة حيث يوجد مقر المخابرات المدنية وهو معتقل شهير ومعروف رغم عدم اعتراف الدولة المغربية بما جرى فيه في الماضي، ثم معتقل آخر بعين عودة (حوالي 30 كلم جنوب غرب الرباط). ثم يمضي التقرير في ذكر أسماء لأشخاص اعتقلتهم أمريكا في مناطق مختلفة في العالم ثم تم نقلهم إلى المغرب وتسليمهم إلى المخابرات المغربية لكي تقوم باستنطاقهم وتعذيبهم بساديةٍ تنأى عنها وحوش الغاب.

 

التعليق :


تتواتر الأخبار، بما لا يدع أي مجال للشك، أن المغرب قدم خدمات "قذرة" للمخابرات الأمريكية لتعذيب المشتبه بهم أمريكياً وانتزاع الاعترافات منهم. ومع ذلك، فإن الدولة ليس في واردها مجرد فتح هذا الملف فضلاً عن معاقبة المسئولين عنه. وحتى عندما كثر الحديث عن معتقل تمارة سيئ الذكر، وبدا لوهلة أن الدولة قد تقدم على إغلاقه، فقد سارعت الدولة إلى وأد هذا الملف ونظمت زيارة للمعتقل في 18/5/2011، وخرجت اللجان الزائرة بأن المعتقل هو واحة للأمن والسلام، ولم لا متنزه للعائلات.


عجيبٌ أمر هذه البلاد فعلاً: سيئات حكامها مغفورة مسبقاً، وانحرافاتهم مهما بلغت، لا تستجلب لهم لوماً ولا عتاباً. فسرقات اللصوص منهم يصدر العفو عنها، ويعلن رئيس الحكومة أنه لن يشغل وقته بمتابعتهم، وأنه "عفا الله عما سلف"، ويصدر التقرير تلو التقرير من المنظمات الحقوقية العالمية يفضح استشراء التعذيب في أقبية المخابرات ودهاليز السجون، ويعلن الملك صراحة أنه قد وقعت تجاوزات من طرف أجهزة الأمن في معالجة تداعيات أحداث 16 ماي، ومع ذلك لا يُحاسَب أحد. ويعلن وزير العدل أن لا وقت لديه لإنصاف المظلومين من ما يسمى "معتقلي السلفية" رغم أنه هو نفسه، كان يؤمن بعدالة قضيتهم وينافح عنها حين نصّب نفسه محامياً عنهم قبل أن يُسلَّم المنصب الوزاري.


إن من أعظم مصائب هذه البلاد أن الوسط السياسي (حكومة ومعارضة) بشتى أطيافه، على الرغم مما يحاولون إظهاره من اختلافات بينهم، هم في الحقيقة متواطئون على التآمر على الشعب، للتغطية على جرائم الحكام الحقيقيين وبطانتهم الفاسدة مقابل مصالح ضيقة هزيلة، مناصب بصلاحيات منقوصة أو امتيازات مادية لا تتعدى أن تكون فتاتاً إذا ما قورنت بما ينهبه أسيادهم. فمتى يستفيقون؟

 

 

 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في المغرب

 

 

 

12 من ربيع الثاني 1434
الموافق 2013/02/22م

 

 

التعليقات

بيانات