الرئيسية \ اصدارات \ نشرات \ رسالة الأمير إلى الأهل في باكستان

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة الأمير إلى الأهل في باكستان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد،


إلى الأهل في باكستان البلد الطيب الطاهر الذي أنشئ أول ما أنشئ من أجل الإسلام والمسلمين...


إلى علمائه ومفكريه وسياسييه، من صدق منهم وأخلص في دينه وإيمانه...


وإلى حكام باكستان وخاصة زرداري وعصابته وأزلامه الذين أباحوا البلاد والعباد لأمريكا وجواسيسها واستخباراتها..


وإلى كياني وزمرته الذين سخّروا الجيش لخدمة أمريكا في أفغانستان، فسحبوه من جبهة الهند إلى جبهة القبائل وبلوشتسان...


وإلى الهيئة المشرفة على الانتخابات التي تُعِدُّ لها وتستعد لإجرائها في الحادي عشر من مايو/أيار...


إلى كل هؤلاء وأولئك نتوجه بهذا النداء البيان، وأنا أدرك أن زرداري وجواسيسه وكياني وعصابته لهم قلوب لا يفقهون بها وآذان لا يسمعون بها وأعين لا يبصرون بها، ومع ذلك فإن في باكستان من يستمعون الحق وأعينهم تفيض من الدمع، فيستمعون القول ويتبعون أحسنه وهؤلاء هم من نبغي، أما أولئك فمعذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون:


أولاً: أيها الأهل في باكستان البلد الطيب الطاهر: يا أحفاد محمد بن القاسم، وذرية من جاهدوا معه في الفتح من المسلمين الأوائل، كيف ترضون بحكومة ظالمة غاشمة، ألقت كتاب الله وسنة رسوله - صلّى الله عليه وسلّم - وراء ظهرها، فعطلت أحكام الشرع وأباحت البلاد لأمريكا وأحلافها، فأفسدوا الزرع والضرع... يقتلون الناس بالطائرات ويزرعون المتفجرات ويشيعون الفتنة؟! كيف ترضون بحكومة تنقل الجبهة من مقاومة المشركين الهندوس المحتلين لأرض الإسلام في كشمير وغير كشمير وينقلون هذه الجبهة إلى قتال إخوانكم في مناطق القبائل وبلوشستان والثائرين في أفغانستان؟! كيف ترضون بحكومة تخطف أبناءكم المخلصين الصادقين علناً من الشوارع والمدارس والمساجد ثم ينكرون خطفهم دون أن يستحيوا من الله سبحانه ولا من رسوله - صلّى الله عليه وسلّم - والمؤمنين؟! لقد خطفوا أعداداً من شباب حزب التحرير لأنهم يقولون ربنا الله سبحانه، وأبقوهم شهوراً بل فوق الشهور في التعذيب الشديد كما فعلوا مع المخطوفين وكما هم يفعلون حاليا بالناطق الرسمي للحزب والمخطوفين بعده؟! قد تقولون إنكم لا تستطيعون فعل شيء بل أنتم قادرون، فضمُّوا جهودكم إلى الحزب ينشر لكم ربكم من رحمته بإذنه سبحانه، فالحزب لن يكل أو يمل في أعماله العظيمة وفق أحكام الشرع حتى يغيِّر بإذن الله هذا الحكم الظالم ويعيد الحق إلى أهله، فكونوا مع الحزب في تحركاته ولا تخشوا في الله لومة لائم، والعاقبة للمتقين...


وإلى العلماء الذين يخشون الله، ألا ترون أحكام الله معطلة؟ ألا ترون أن أمريكا تجوب البلاد طولاً وعرضا بمخابراتها وطائراتها وتفجيراتها، وكل ذلك بتواطؤ الطبقة الحاكمة وأزلامها؟ ألا ترون ثروات الأمة تنهب والفساد ينخر في عصب الدولة ومؤسساتها؟ ألا ترون وتسمعون أن حملة الدعوة إلى الله وإلى إقامة الخلافة لتطبيق شرع الله، ألا ترونهم يُختطفون ويُعذبون بوسائل التعذيب الشديد ومثال نفيد الناطق الرسمي لحزب التحرير ليس عنكم ببعيد، فقد خطف علناً ومع ذلك يبقيه زبانية النظام في التعذيب فوق سنة حتى اليوم؟ ألا ترون كل ذلك؟ أليس هذا منكراً فظيعا؟ أليس واجباً عليكم إنكاره؟ فإن قلتم لسنا نحن الدولة لنغيره بأيدينا، فما حجتكم في عدم الإنكار باللسان؟ أليست كلمة الحق من أعظم الجهاد كما قال - صلّى الله عليه وسلّم - عندما سئل أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ - صلّى الله عليه وسلّم -: «كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» أخرجه النسائي، فلماذا تكتمونها ولا تقولونها؟


أما المفكرون والسياسيون... من أخلص منهم واستقام، فاليوم يومكم، فأمريكا تتحكم في النظام توجهه الوجهة التي تريد، وهي تقوده إلى الخراب في اقتصاده حيث رهنت الاقتصاد للصندوق والبنك الدوليين ما تسبب في عنت الناس وإرهاقهم، وإثقال كاهلهم بالضرائب... وكذلك تقوده إلى انهيار الأمن في البلاد ونشر الفتنة فيها بين سكانه، وأنتم تشهدون ذلك، فكراتشي التي كانت آمنة مطمئنة تحتضن المهاجرين إليها من ظلم الهندوس، ويتعايشون معاً كالمهاجرين الأوائل والأنصار. إنكم تشهدون كيف تثار الفتنة بينهم، تارة بتخطيط المؤامرات وأخرى بتنفيذ التفجيرات... ثم إن النظام قد باع كشمير وجعلها نسياً منسيا، ونقل جبهته من الهند التي تحتل أرض المسلمين، نقلها إلى منطقة القبائل وبلوشستان والثائرين... إن جواسيس أمريكا يجوبون الأرض بالطول والعرض، وطائراتها بطيار ودون طيار تستبيح الأجواء فتقصف وتقتل دون حسيب أو رقيب! فكيف تسكتون على منكر فظيع فظيع؟ هل تظنون أن المصيبة إذا وقعت ستصيب الحكام الظلمة الخونة الفاسدين وحدهم؟ بل هي تصيب الظالم والساكت على ظلمه... ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) ويقول صلوات الله وسلامه عليه «إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، حَتَّى يَرَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَهُمْ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُنْكِرُوهُ فَلَا يُنْكِرُوهُ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَذَّبَ اللَّهُ الْخَاصَّةَ وَالْعَامَّةَ» أخرجه أحمد.


ثانياً: وإلى الطبقة الحاكمة زرداري وجواسيسه وأزلامه، فإن العاقل من اتعظ بغيره، وأنت ترى كل الخونة الذين تآمروا على بلادهم مع الكفار المستعمرين، وفسدوا وأفسدوا، وأكلوا المال بالباطل، وخطفوا الناس لقولهم ربنا الله... تعلم أن مصيرهم كان أسود حالكا، حتى أسيادهم المستعمرون قد ألقوا بهم إلى قارعة الطريق بعد انتهاء أدوارهم في خدمتهم!


كيف تبيح الأرض لأمريكا وجواسيسها لتفسد فيها كيف تشاء، وتبيح الأجواء لطائراتها تقصف كما تريد وأينما تريد... إنا ندرك أن أمريكا تأمرك وتنهاك فلا تستطيع أن ترد لها طلباً، ولكن حتى الخونة يقولون أحياناً: لا، إذا طفح الكيل، وأنت تسبح في فيضان الكيل ولا تقول!


ومع هذا الخنوع الفظيع لأمريكا وأحلافها إلا أنك تستأسد على شباب حزب التحرير فتنشر جواسيسك وزبانيتك لاختطافهم وتعذيبهم بوسائل وحشية! هل تظن هؤلاء لا أهل وراءهم ولا رجال؟ هل أنت آمن من سوء العاقبة والمآل؟ هل تظن أن ليس معهم أحد؟ أو أنهم فقدوا العون والسند؟ إن ظنك يرديك، فالله معهم ورسوله والمؤمنون... وحزب التحرير أهلهم، وهو إن كان لا يقوم بأعمال مادية انتقامية اليوم، فليس جبناً ولا خوفاً، بل لأنه يرى أن الشرع لا يجيزه في مرحلة الدعوة، لكن الحزب يغذ الخُطا لإقامة الخلافة، وعد الله سبحانه، وبشرى رسوله - صلّى الله عليه وسلّم -، وعندها ستنال العقاب الشديد الذي تستحق ومن تبعك من زبانيتك... ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)).


أما إن أفلتَّ من عقاب الدنيا، فإن لك يوماً يجعل الولدان شيبا، وعندها تدرك قوله تعالى: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ)).


ثالثاً: أما كياني وعصابته، فهو فوق زرداري في السوء والشرور، وفي الظلم والفجور، إن دوره في إباحة البلاد لأمريكا أعظم، ودوره فيما تفعله طائرات أمريكا دون طيار في قصف المسلمين أشد وأخطر، ودوره في نقل الجبهة الرئيسية للجيش من الحدود مع المشركين الهندوس إلى منطقة القبائل وبلوشستان والثائرين في أفغانستان، دوره في هذا أذل وأخزى، كما أن دوره في تأمين خطف شباب حزب التحرير، وإخفائهم وتعذيبهم هو دور أكبر مقتاً عند الله وعند عباد الله، ودوره في إمداد أمريكا وأحلافها في أفغانستان بالعتاد والدواء والطعام والمياه هو دور الخائن الذي فاق الخونة سواه... وكذلك فإن دوره في التواطؤ مع جواسيس أمريكا في إثارة الفتن بالتفجيرات في كراتشي وغيرها، دوره في ذلك أكبر، فهو لديه القوة العسكرية الكافية لو أراد لأوقف كل هذه المآسي والمصائب ومنع تلك التفجيرات وقنابل الطائرات دون طيار... ولكنه نسي دينه ونسي قسمه عند تجنيده في الجيش بحماية البلد من كل عدوان، لا إباحتها لجواسيس الأمريكان!


إن كياني وعصابته هم الخط الأمامي لأمريكا وأحلافها باعتقال كل ضابط مخلص شجاع يحب الله سبحانه ورسوله - صلّى الله عليه وسلّم - كما فعل بالنسبة للضابط علي وإخوانه وغيرهم من الضباط المخلصين، ظناً من كياني وممن وراءه أنه بهذا يضمن ولاء الجيش لمخططاته الخيانية في قتل المسلمين إرضاء للكفار المستعمرين... وجهل كياني أو تجاهل أن الجيش الباكستاني في مجمله جيش مسلم، حمل السلاح ليقاتل به في سبيل الله، وأنّ هذا الجيش وإن صمت بعض الوقت، فلن يصمت كل الوقت وبخاصة وأن خيانة كياني للباس الجندية الذي يلبسه وللسلاح الذي يحمله، ظاهرة للعيان لا تحتاج مزيد شرح أو بيان... وصحوة هذا الجيش ستفاجئ كياني وعصابته، وتأتيه بإذن الله من حيث لا يحتسب، فينال الخائن جزاءه، ((وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))


رابعاً: وإلى هيئة الانتخابات، فأنتم مسلمون، وتدركون أن التشريع هو لله سبحانه، فكيف تديرون انتخابات لإنتاج مجلس يشرع من دون الله؟ كيف تديرون انتخابات تحلل وتحرم من دون الله؟ كيف تديرون انتخابات وأنتم تعلمون أن زرداري وكياني وأزلامهما وعصابتهما يديرونها أيضاً من وراء ستار؟ كيف تديرون انتخابات لإنتاج مجلس يقر قوانين وضعية تخدم مصالح القيادة السياسة والقيادة العسكرية، وبطبيعة الحال فإن مصلحة أمريكا عندهما في قمة مصالحهما؟ إن الانتخابات وكالة، والوكالة لا تجوز إلا أن يكون موضوعها مشروعاً، فكيف تعدون لانتخابات على وجه غير شرعي وتطلبون من الناس أن يباشروها؟ ألم تعلموا أن إيجاد مجلس تشريعي يحلل ويحرم من دون الله هو إثم كبير كبير؟ أخرج الطبراني في الكبير عن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ... فَانْتَهَيْتُ إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ بَرَاءَةَ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ)) حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، فَقُلْتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ، فَقَالَ: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونَهُ، ويُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ».


أيتها الهيئة الانتخابية:

ليس المطلوب اليوم في باكستان إجراء انتخابات لإنتاج مجلس يشرع من دون الله، ويقر قوانين ما أنزل الله بها من سلطان... بل المطلوب إقامة الخلافة الراشدة وبيعة خليفة راشد عادل يقيم حكم الشرع لا سواه... المطلوب أن تكون باكستان نواة دولة الخلافة، فإن لم تكن كانت جزءاً مهماً في دولة الخلافة... المطلوب أن تزداد باكستان قوة بدينها وجيشها وسلاحها النووي، قوة تقيم بها الحق والعدل... وتحرر كشمير وغير كشمير من أرض الإسلام التي يحتلها المشركون... وتعيد اللحمة مع باكستان الشرقية "بنغلادش" ليس بحراً أو جواً بل أرضاً عبر أرض المسلمين... وبدل أن يكون الجيش في مواجهة المسلمين في باكستان وأفغانستان يكون سلاح الجيشين واحداً موجهاً وجهته الصحيحة في وجه أمريكا وأحلافها، فتنكفئ تلك الدول الكافرة المستعمرة إلى أوكارها مذمومة مدحورة... ومن ثم يتحقق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله - صلّى الله عليه وسلّم - فتكون باكستان مركز الخلافة أو جزءا من دولة الخلافة، فتشرق الأرض بنور الخلافة من جديد، وتخرجُ الأرضُ كنوزها، وتنزل السماء بركاتها، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين...


وفي الختام، قد يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرَّ هؤلاء دينهم، فقد قالها أشياع هؤلاء من قبل، ولكننا نقول كما قال سبحانه ((إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) حقاً وصدقا إن الله عزيز حكيم.


وخاتمة الختام، فإني أناديكم بهذا البيان من مكان بعيد قريب بإذن الله، سائلاً الله سبحانه أن يجمعنا على صعيد واحد، تعلن فيه الخلافة، ويبايع فيه الخليفة، ويكبر فيه الناس سروراً وابتهاجاً في شوارعهم وعلى سطوح منازلهم، ومن مآذنهم وداخل مساجدهم... ويكبر فيه الجند سروراً وابتهاجاً بأن عادوا إلى عملهم الأصلي، جيشاً مسلماً يحمي بيضة الإسلام، ويفتح الفتوح وينشر الخير في ربوع العالم. ((وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)).


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 

أخوكم
عطاء بن خليل أبو الرشتة
أمير حزب التحرير

     
11 من جمادى الثانية 1434
الموافق 2013/04/21م
   

التعليقات

نشرات