الرئيسية \ اصدارات \ نشرات \ بإقامة الخلافة، نُوقِف التهجُّمَ على الله ورسوله وأمَّهات المؤمنين رضوان الله عليهن والطعنَ في الإسلام على صفحات بعض الجرائد المغربية

بسم الله الرحمن الرحيم

بإقامة الخلافة، نُوقِف التهجُّمَ على الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وأمَّهات المؤمنين رضوان الله عليهن والطعنَ في الإسلام على صفحات بعض الجرائد المغربية

 

أيها المسلمون،

بدون خجلٍ ولا حياء ولا خوفٍ من الله ولا من عباده، نشرت جريدة "الأحداث المغربية" يوم الأربعاء 03 ماي 2006 مقالاً ضمَّ سيلاً من التهجم والافتراءات على دين الله، ومما جاء في المقال:

  • أن اعتقاد المسلمين أن الدين عند الله الإسلام أكذوبة...
  • و أن ادعاء المسلمين بأنهم خير أمة أكذوبة أيضاً...
  • وأن اعتقاد المسلمين أن أحكام الإسلام رحيمة أكذوبة أيضاً...
  • وأن اعتقاد المسلمين أن كل ما حرَّمته الشريعة هو شرٌّ لنا، وأن كل حرامٍ لا خير فيه، أكذوبة وادِّعاءٌ أيضاً...

إلى غير هذا من الافتراءات...

والكاتب بهذا الادعاء، والجريدة بنشرها للمقال يكذبان بالآية القرآنية القطعية الدلالة القطعية الثبوت: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) وبقوله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ)، وهما بذلك يُكذِّبان بقول الله عز وجل: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، ويُكَذِّبان بقول الله جل جلاله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ) وبقول الحق سبحانه وتعالى: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ).

كما نشرت مجلة تيل كيل في عددها 219 الصادر بتاريخ 01/04/2006 مقالاً مُطوَّلاً عن الجنس في الإسلام جاء فيه أن الله عز وجل ذَكَرٌ (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، و(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ))، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل نساء، وأنه انفرد يوماً بزينب بنت جحش رضي الله عنها زوجة زيد بن حارثة t فانصرف عنها مخافة أن يواقعها، ثم نزل القرآن بعد ذلك يُبيح له الزواج منها، كما اتهمت المجلة أمنا عائشة رضي الله عنها اتهاماً مبطناً بالزنا.

والكاتب بهذا الادعاء، والجريدة بنشرها للمقال يُنكران قول الحق جل جلاله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) وقوله في سورة الإخلاص التي غالباً ما تكون أول سورةٍ يحفظها المسلم وتستقر في صدره: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، أما اتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه رجل نساء فحاشاه صلوات الله وسلامه عليه أن يكون كذلك، فهو رسول الله، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) والرسولُ مبعوثٌ من الله بشريعته، وهو بذلك معصومٌ من الذنوب والمعاصي لأن أفعاله تشريع، فأفعالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوالُه وتقاريرُه قدوةٌ لنا إلا ما كان خاصّاً به عليه السلام، قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً). أما أمنا عائشة رضي الله عنها فقد تكفَّل الله سبحانه وتعالى ببيان براءتها من فوق سبع سموات قال تعالى: (لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) وقوله: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ) وقوله سبحانه: (أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

أيها المسلمون،

إن الله أنزل دينه وتكفَّل بحفظه وإظهاره على الدين كله، وإن من يريد هدم عقيدة الإسلام وهدم أحكامه سيعود خائباً خاسراً لأن حجته واهيةٌ ولأنه صاحب باطلٍ ولأن الإسلام هو الحق، ونُكرِّر على سمعه بعزةٍ وفخر قول الحق سبحانه وتعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ).

أيها المسلمون،

باسم حرية الرأي وحرية الاعتقاد يُوصَف الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بأقبح الأوصاف وتُـتَّهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا وتُرَدُّ آياتٌ من كتاب الله، وباسم الديمقراطية وحقوق الإنسان يُراد تعطيل أحكامٍ قطعيةٍ من الإسلام. وبالأمس القريب وقفت أوروبا جميعها خلف الدنمارك في سبِّها لرسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعاً عن حرية التعبير.

ألا فلتعلموا أن هذه هي حقيقة الحريات التي يدعوكم الغرب لاعتناقها، حرية السبِّ والطعن في الإسلام والتحلُّل من كل قيدٍ شرعي، وحرية الكفر بالإسلام، وأن هذه هي حقيقة الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تُبشِّركُم بها أمريكا، ديمقراطية باغرام وأبي غريب وغوانتنامو.

إن هذه كلها عندهم مطيةٌ للتدخل في شؤون الدول المستضعفة، وإلا أين هي حقوق الإنسان العراقي وحقوق الإنسان الفلسطيني وحقوق الإنسان الشيشاني؟ وأين هو قانون منع الحجاب الفرنسي من حقوق الإنسان؟

أيها المسلمون:

أمام هذه الهجمة المتواصلة على الإسلام حُقَّ لنا أن نتساءل أين هو السلطان الذي يُتَّقى به؟ أين هم علماء المسلمين الذين يهُبُّون لاستنكار هذه الأوضاع المقيتة؟ أين هي هيبة المسلمين التي تردع الكفار عن التجرؤ على محارمهم؟ إنه ما كان لأحدٍ أن يتجرأ على الله عز وجل وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن وعلى عقيدة المسلمين ودينهم لو:

  • كان للمسلمين سلطانٌ منهم وإمامٌ مُطاعٌ مُبايَعٌ على كتاب الله وسنة رسوله، يُقيم حكم الشرع على كل من تُسَوِّل له نفسه أن يطعن في الإسلام،
  • ولو كان علماء المسلمين قَوَّامين على الحاكم وعلى ما يُتَداوَل في المجتمع من أفكار، يقولون بالحق حيث ما كانوا لا يخافون في الله لومة لائم،
  • ولو كانت الأمة حَـيَّةً تغضب لله ولرسوله وتنهض لاسترجاع حقها مهما كلفها ذلك،
  • لكن غياب كل ذلك هو الذي جعل أراذل الخلق يتجرؤون علينا...

لهذا ندعوكم أيها المسلمون إلى طرد الخوف من قلوبكم واسترجاع هيبتكم والانتصار لربكم ولنبيكم ولدينكم، وذلك بالعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة...» فيصبح خليفتُكم منكم، ولاؤه لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين، يدافع عنكم وعن بلادكم وعن دينكم، فترتعد فرائص الكفار وأذنابهم قبل أن تُحدِّثهم أنفسهم بالتهجُّم على الله ورسوله وأمهات المؤمنين والطعن في دين الله.

حزب التحرير – المغرب

06 ربيِع الآخر 1427 هـ، الموافق 04/05/2006م.

التعليقات

نشرات