الرئيسية \ اصدارات \ نشرات \ البطولة في نصرة الإسلام وغياث أهله وليست في اللهو واللعب

بسم الله الرحمن الرحيم

البطولة في نصرة الإسلام وغياث أهله وليست في اللهو واللعب

 {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}

أيها المسلمون في الجزائر،

  إن كل أمة على وجه الأرض تتخذ لنفسها حاكما أو قائدًا يحكمها، ليرعى شؤونها ويحقق أهدافها، فيوفر للناس حاجاتهم، من مسكن ومأكل وملبس وتعليم وتطبيب، ويقودهم في بناء دولتهم، في مجالات الصناعة والزراعة والاقتصاد، ويستغل ثرواتهم فيما يعود عليهم بالنفع، وإن أمةَ المسلمين قد أدبر كثيرٌ منها عن أمر الله وحكمه، فرضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، وغفلوا عن آيات الله تعالى وسننه، فسلط الله عليهم حكوماتٍ لا ترعى شؤونهم رعاية صادقة، ولا تقودهم في ساحات العز والتمكين، بل تقودهم في ساحات اللهو واللعب والتفاخر وتُسخّر طاقات الأمة وأموالها بل تسخر حتى الجيوش والطيران العسكري للمباريات الكروية!! فحكومتا مصر والجزائر كأنهما في حرب حقيقية، لماذا؟!! لأنهما تتصارعان على الفروسية في ملاعب الكرة، وعلى البطولة في مهاوي اللعب واللهو!! فهل تتصارعان على البطولة في استنقاذ المسجد الأقصى والقدس أم على الفروسية في بغداد؟! هل تتنافسان في إقامة حكم الله في الأرض الذي غاب عن الوجود منذ عقود خلت؟! هل تتنافسان في رعاية الناس وإطعام الجوعى وإقامة مشاريع الصناعة والزراعة والتجارة؟! هل تتنافسان في مقاعد العز وساحات الوغى مع الغزاة الكفار لبلاد المسلمين؟! يبدو أن هذا كله ليس في برامجهم وليس من وظيفتهم لأن من يُخلق للمعالي، ليس كمن يخلق لهذا الذي يقترفون.

   إن الإعلام الصادق  ليس الذي يعبئ جماهير الناس بالجاهلية ليثير العداوة والبغضاء بين الإخوة المسلمين في مصر والجزائر، بل هو الإعلام الذي يعرف الناس بربهم ودينهم ووظيفتهم في الدنيا ويبين لهم فريضة الحكم بما أنزل الله بتطبيق شرع الله وإقامة دولة الخلافة، ليكون أهل مصر والجزائر وتونس والمغرب والسودان وسائر بلاد المغرب وما جاورها من ديار المسلمين جناحها الغربي وطليعتها في ميادين العز والجهاد، لا أن يرتدّوا إلى الوطنية الجاهلية التي تتصادم مع إخوة الدين، فتجعل أهل مصر والجزائر أعداءً، من أجل ماذا؟! من أجل التأهل للّعب مع الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإيطالي والإسباني والدنماركي الذين انتهكوا أعراضنا ولا زالوا يفعلون، ودمروا بلادنا ولا زالوا يدمرون، واستباحوا ثرواتنا وأموالنا وكرامتنا وأهانوا ديننا ولا زالوا يمكرون، أنفرح لأننا سنلعب مع هؤلاء لعلنا نحقق فوزا على بعضهم في الكُرة فنسترجع شيئا من كرامتنا المهدورة!!!

  أيها المسلمون في الجزائر،

لقد طالت غيبتكم عن مواقع التأثير، وطالت مسايرةُ كثير منكم للباطل وأهله، وقد أصابنا الله ببعض ذنوبنا وجعل بأسنا بيننا شديدًا، وسلط علينا عدوًّا من غيرنا فأخذ بعض ما في أيدينا، مصداقا لقوله عليه السلام: "وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ" فاعملوا لإقامة حكم الله في الأرض ولا تقبلوا الموت في ملاعب الوهن والغفلة والضياع، بل عيشوا أعزة بدينكم وموتوا في سبيل الله فإنكم إليه منقلبون، وسوف يحاسبكم على أعمار أخربتموها بغفلتكم عن دينه، وعلى أجساد أبليتموها في حطام الدنيا ومتاعها القليل، وسوف يسألكم عن آياته التي أنزلها إليكم فعشتم وأنتم عنها غافلين، كأنكم لا ترون بأس الله وشدة سطوته ولا تعرفون أنه شديدُ المِحال. ولا تعرفون أنه كما ألقى بكم في ميدان الوجود، بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا، سوف يرجعكم إليه للحساب، {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

ففروا إلى الله واعملوا مع العاملين لإقامة دولة الإسلام دولة الخلافة، اعملوا مع حزب التحرير لتقيموا دولةً بكتاب الله تستنير، وبسنة محمد تسترشد، وبالله وحده قيوم السماوات والأرض تستعين. ولا تذهبوا وقودَ لهوِ المترفين فيَعُمَّكم الله بعذاب في الدنيا والآخرة، وليس ما أصابكم ويُصيبكم عن أعينكم ببعيد.

{وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}

02 من ذي الحجة 1430

الموافق 2009/11/19م

حزب التحرير

الجزائر

التعليقات

نشرات