مركز الفلك الدولي ينشر الفرقة بين الأمة ويرسخ حدود سايكس بيكو
الخبر:
قال مركز الفلك الدولي، في بيان، إن تحري هلال شهر رمضان لهذا العام بالنسبة لغالبية الدول العربية وغيرها من دول العالم سيكون يوم الأحد 10 آذار/مارس، وذلك حسبما أثبتته الدراسات الفلكية حول حدوث الاقتران المركزي في التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش ذلك اليوم، وغياب القمر بعد غروب الشمس مباشرة في جميع مناطق العالم الإسلامي تقريباً.
وبناءً على ذلك، فإنه من المتوقع للعديد من الدول العربية، ومنها مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن والجزائر، أن يكون أول أيام شهر رمضان الكريم يوم الاثنين الموافق 11 آذار/مارس.
وأضاف أن موعد أول أيام الشهر الكريم قد يختلف في بعض البلاد الإسلامية الأخرى حول العالم، مثل باكستان وإيران وبنغلادش، إذ إنه من المتوقع أن تبدأ هذه الدول شهر رمضان يوم الثلاثاء 12 آذار/مارس.
التعليق:
مركز الفلك الدولي هذا، مقرّه "دولة" الإمارات العربية المتحدة في مدينة أبو ظبي؛ إمارات التطبيع مع كيان يهود، الإمارات التي فتحت "ممرّ دبيّ حيفا" البرّي لإيصال كل ما يحتاجه كيان يهود من أغذية وبضائع زمن حربهم على غزّة وفلسطين، إمارات الديانة الإبراهيمية، الإمارات التي فتحت معبدا للبوذيين وكنيس لليهود... مركز الفلك الدولي هذا نسي أو تناسى أحاديث رسول الله ﷺ المستفيضة في وحدة صيام وإفطار المسلمين وبات يدس سموم التفرقة بين المسلمين لتصبح قناعات وعادات، حتّى إذا خرجت علينا هذه الأنظمة الوضيعة كل حسب شهوته في رؤية الهلال حسب حدود سايكس بيكو تصبح هذه الإعلانات للرؤية مستساغة وسهلة الهضم عند عامة الناس! وللتذكير وليس ببعيد، ففي سنة 2022 أعلن هذا المركز استحالة رؤية هلال أول أيام شهر رمضان وتمت الرؤية، وكذلك حصل في سنوات 1990 و2004 و2011 و2014 و2019، حين أعلن ما يسمون أنفسهم فلكيين باستحالة رؤية الهلال وتمت الرؤية...
إنّ هذا التلاعب الواضح والمفضوح من هذا المركز المشبوه مقصود لأغراض سياسية ولنشر الفرقة بين الأمّة ولترسيخ حدود سايكس بيكو وتفريق المسلمين. إنّ هذا المركز وغيره من المراكز كالجمعية الفلكية بجدّة وجدت لتفسد على المسلمين أعيادهم وعباداتهم، وإنّ الواجب على المسلمين أن يكشفوا زيفها وكذبها والأدوار القذرة التي تقوم بها وأن لا ينصاعوا إلاّ للحكم الشرعي في رؤية الهلال امتثالاً لأوامر الله تعالى، التي توحد بينهم، وليس امتثالاً لقرارات الحكام السياسية ولا لفتاوى علماء السلاطين النفاقية، التي صيغت للتفريق بينهم. قال ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ». وقال ﷺ: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ الشَّهْرُ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ»، وقال ﷺ: «إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدِرُوا لَهُ».
هذه الأحاديث النبوية صريحة الدلالة، على أنّ السبب الشرعي لبداية شهر رمضان هو رؤية هلال رمضان. وأن السبب الشرعي لعيد الفطر هو رؤية هلال شوال، وخطاب الشارع في هذه الأحاديث موجه إلى جميع المسلمين لا فرق بين شامي وحجازي ولا بين إندونيسي وعراقي... إنّ عدم توحيد رؤية الهلال ما هي إلا مشكلة من مشكلات عديدة تواجه المسلمين بسبب غياب دولة الخلافة، التي ترعى شؤونهم بأحكام الإسلام، وتوحدهم في ظلّ راية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجم الدين شعيبن – ولاية تونس