الخبر:
ردا على تدنيس إحدى الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى يوم الأحد 07/26، أصدرت وزارة الخارجية والتعاون المغربية في 07/27 بيانا هذا نصه:
"تابعت المملكة المغربية، التي يرأس عاهلها، جلالة الملك محمد السادس، لجنة القدس، بقلق وانشغال كبيرين، عملية اقتحام المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأحد، من طرف جماعات يهودية متطرفة، تحت حماية القوات الإسرائيلية التي اعتدت بعنف على جموع المصلين الفلسطينيين.
وإذ يدين المغرب بشدة هذا التصعيد الخطير وغير المقبول الذي يمس حرمة المسجد الأقصى، بهدف التمهيد للاستيلاء عليه، من خلال محاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا، يطالب بوقف كل الإجراءات التصعيدية الإسرائيلية المتخذة ضد الفلسطينيين والرامية لفرض أمر واقع جديد على الأرض.
كما يدعو المغرب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لحماية مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ولوقف كل الانتهاكات الإسرائيلية تفاديا لاستفزاز مشاعر المسلمين عبر العالم، وتقويض المجهودات والمبادرات الرامية إلى إيجاد حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية".
التعليق:
مرة أخرى يختار المغرب أن يتخذ موقفاً بارداً لا قيمة له ولا وزن، ولا يساوي مجرد ثمن الحبر الذي كتب به. وفي كل مرة يجد المغرب نفسه مضطراً لصياغة بيان إدانة نتيجة تمادي يهود في الاعتداء على فلسطين وأهلها، فإنه يحرص أشد الحرص على أن يمرر مع إدانته الخجولة رسائل واضحة للتخفيف من وقع احتجاجه، خوفاً من أن يكون احتجاجه يزعج أحداً، يثبت فيها أنه لم يحد عن موقفه الداعم لبقاء كيان يهود ولما يسمى الحل السلمي الذي يقضي بالاعتراف بكيان يهود على ما احتل عام 1948 والذي يمثل أكثر من 80% من أرض فلسطين.
ولنستعرض ما جاء في البيان:
• "المغرب يطالب بوقف كل الإجراءات التصعيدية": يعني استمروا على ما أنتم عليه، حاولوا فقط ألا تصعدوا.
• "الرامية لفرض أمر واقع جديد على الأرض": الأمر الواقع الجديد هو المزعج أما القديم فقد صار مقبولاً.
• "كما يدعو المغرب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته": المجتمع الدولي هو من أنشأ دولة يهود ابتداءً وهو من يحميها ويمولها ويسلحها، فكيف تنتظر العون من الخصم؟ فطلب تدخل المجتمع الدولي هو إشارة واضحة أن المغرب لن يتدخل ولن يفعل شيئاً.
• "لوقف كل "انتهاكات يهود" تفاديا لاستفزاز مشاعر المسلمين عبر العالم": المغرب حريص على عدم استفزاز مشاعر المسلمين عبر العالم لكيلا ينتفضوا على يهود ويقتلعوهم من جذورهم، فالإدانة إذن هي من باب الحرص على مصالح يهود وليس من باب معاداتهم.
• "تقويض المجهودات والمبادرات الرامية إلى إيجاد حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية": طبعا المقصود هنا هو الحل السلمي الذي يقضي بالاعتراف بدولة يهود وحقها في الوجود ضمن حدود آمنة تحرسها جيوش العرب.
إن المغرب الذي يرسل جيوشه للمشاركة في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل في الكونغو وفي أفريقيا الوسطى وفي العراق واليمن و...، ويدفع ثمن ذلك من دماء أبنائه وأقواتهم، فقط لخدمة الغرب ومخططاته، لا يستطيع أن يصوغ مجرد بيان شديد اللهجة، فضلاً عن أن يدفع جندياً واحداً إلى الجبهة، أو أن يقوم بحركة سياسية تبث شيئاً من الخوف في قلوب يهود.
إن المسجد الأقصى يشكوكم، ونحن معه إلى الله، يا حكام المغرب، ويا باقي حكام العرب والمسلمين، يا من فرطتم فيه، وتركتموه لقمة سائغة لحفنة من الجبناء، ما كانوا ليستقووا علينا وعلى أقصانا ومقدساتنا، لولا أن نزعتم أنتم هيبتنا، ورضيتم أن تنصبوا أنفسكم حرساً له، تمنعونه منا ولا تمنعوننا منه.
لكن يأبى الليل إلا أن يعقبه الفجر، ويأبى الله إلا أن ينصر المظلوم ولو بعد حين، وإنا لنرى أن هذا الحين قد آن أوانه، يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ألا إن نصر الله قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمد عبد الله
|