بيان صحفي
مؤتمر أصدقاء سوريا في المغرب يتآمر لإجهاض قيام الخلافة الإسلامية بسوريا
يعقد يوم الأربعاء 12/12/2012 بمراكش مؤتمر أصدقاء سوريا بحضورٍ واسعٍ يضم 124 وفداً من مختلف دول العالم، وبمشاركة ويليام بيرنز نيابة عن وزيرة الخارجية الأمريكية وممثل الأمم المتحدة إلى جانب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان. وسيبحث المؤتمر بحسب ما صرح به وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني مساراً سياسياً لدعم ائتلاف المعارضة السورية، ومساراً إنسانياً لإغاثة الشعب السوري.
إن الدولة المغربية تسعى لتصوير ما تقوم به وما سيخرج به المؤتمر من قرارات على أنها نصرة ونصر للشعب السوري وخطواتٌ حاسمةٌ في طريق تنحية بشار بينما الحقيقة غير ذلك. فاجتماع أصدقاء سوريا بمراكش ليس إلا أكبر تجمعٍ للمتآمرين على ثورة أهل الشام، وسيكون على رأس أولوياتهم تقديم الدعم المادي والمعنوي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تأسَّس بإشراف أمريكا وصُنع على عينٍ بصيرةٍ منها ليحرف الثورة عن إسلاميتها ويقف ضد ثوار الداخل المنادين بإقامة الخلافة الإسلامية.
لقد كانت أولى خطوات هذا الائتلاف في درب الخيانة مطالبة جورج صبرا، الذي عين لاحقاً نائباً ثالثاً للرئيس، مطالبته في 7/12/2012، بالتدخل العسكري الدولي بحجة إمكانية استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد الشعب، ثم تلتها خطوة الإعلان من تركيا يوم السبت 09/12/2012 عن انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجيش الحر وتشكيل قيادةٍ مُوحَّدةٍ جديدة وجَعلها جزءاً من الائتلاف، مع استبعاد التشكيلات الإسلامية "المتطرفة" بحسب تعبير الأمين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ، وهو يقصد بذلك استبعاد الثوار المخلصين دعاة الخلافة الذين يريدون الانعتاق من حكم بشار ومن سيطرة الغرب معاً.
إن المتابعين يعلمون أن هذا الائتلاف الذي سيُقَدَّم في اجتماع أصدقاء سوريا، وكأنه الـمُخلِّص لأهل الشام من محنتهم، يسير في ركاب أمريكا راضياً بالمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وأن هذا الأخضر وأسياده يعملون على إيجاد حل سياسي لا يستبعد نظام الأسد، فقد صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية بدبلن في 05/12/2012 بمؤتمر وزراء خارجية حلف الشمال الأطلسي: "وإنني أتطلع قُدمًا إلى اجتماع أصدقاء الشعب السوري الأسبوع المقبل في مراكش، حيث سنبحث سوية مع بلدان تفكر بنفس الطريقة (تقصد الطريقة الأمريكية طبعاً) ما يمكننا القيام به لمحاولة وضع نهاية لهذا النزاع. ولكن ذلك يتطلب أن يتخذ نظام الأسد القرار بالمشاركة في العملية الانتقالية السياسية".
أيها الأهل في المغرب،
لقد انطلقت ثورة الشام من مساجد الله ونادى أهل الشام من أول يوم "هي لله، هي لله"، فتآمر العالم كله عليهم، فتوكلوا على الله وشقوا طريقهم بثبات نحو النصر، تعلو رايات التوحيد تجمعاتهم، وتهتف للخلافة الإسلامية حناجرهم، وتتطلع لتحرير الأقصى أرواحهم. فلما أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من إسقاط بشار، أخرجت أمريكا الائتلاف ليجهض ثورتهم. فلا تظنوا أن أمريكا التي خصَّها أهل الشام في 19/10/2012، بجمعة "أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا؟" تريد الخير لهم، ولا تظنوا أن خونة الائتلاف الذين يُعَبِّدون الطريق للتدخل العسكري الأمريكي، يريدون الحرية لأهل الشام. فكونوا على وعي على هذه المؤامرة التي تحاك ضد إخوانكم من أرضكم وأعلنوا رفضكم لها.
أيها الأهل في الشام،
لقد عرفتم الحق فتمسكوا به، وقد كان لكم السبق لإصدار ميثاق العمل لإقامة الخلافة الإسلامية، فلا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقد أعلنتم بوضوح أنكم تريدون إيصال الإسلام للحكم فإياكم أن ترتدوا على أعقابكم فتقبلوا بوصول (الإسلاميين الواقعيين) إلى الحكم ويبقى الإسلام بأحكامه بعيداً عن موضع التطبيق.
اعلموا أنكم رجال الملاحم ورثتموها كابراً عن كابر، وأن منكم من ينصر الله بهم الدين، وأن الشام عقر دار الإسلام، وأنه لن يضركم من خذلكم، وقبل هذا وبعده أن الله تكفَّل بالشام وأهله، أَفَمَع كل هذه الضمانات الربانية تتراجعون عما نذرتم أنفسكم له؟
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) وأيقنوا أن ((نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ)).
28 محرم 1434هـ
12-12-2012م
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في المغرب