خبر وتعليق
الأمة تريد الإسلام، رغم كيد الكائدين وتآمر المتآمرين
الخبر:
نشر مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث [وهو مركز يُعنى بدراسة مواقف واتجاهات الناس حول القضايا التي تشغل أمريكا والعالم. يقوم المركز بشكل دوري بإجراء استطلاعات الرأي، والبحوث السكانية، وتحليل محتوى وسائل الإعلام وغير ذلك من الدراسات الإحصائية في ميدان العلوم الاجتماعية (www.pewforum.org)] في 30/4/2013 نتائج دراسةٍ قام بها على مدى 5 سنوات (في الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012)، في 39 دولةً عبر العالم تضم تواجداً إسلامياً منها المغرب (يبلغ تعداد العينة المغربية 1472 شخصاً)، وقد أورد التقرير أرقاماً مثيرةً حيث ذكر أن المغاربة يؤيدون تطبيق الشريعة بغالبية ساحقة (83%)، ليحتل المغرب الرتبة السابعة بعد كل من أفغانستان (99%) والعراق (91%) والأراضي الفلسطينية (89%)، والنيجر (86%) وماليزيا (86%) وباكستان (84%).
التعليق:
يأتي هذا التقرير، ليؤكد مرةً أخرى النتائج التي أكدتها دراساتٌ واستطلاعات رأي سابقةٌ من أن الأمة الإسلامية، وبأغلبيةٍ ساحقةٍ تريد تطبيق الشريعة والاحتكام إلى شرع رب العالمين، وأن الأمة لا تريد العلمانية ولا الديمقراطية العفنة، وأن عقوداً من تطبيق الأفكار الغربية بالحديد والنار، وعقوداً من غسيل الأدمغة ومن التجهيل ومن المناهج التعليمية المنحرفة ومن القصف الإعلامي... كل ذلك لم يُفلح في حَرْفِ الناس عن دينهم وجعلهم يعتنقون أفكار العلمانية.
إن المفاهيم الإسلامية قد ترسَّخت في هذه الأمة على طول القرون بحيث أصبحت تُشكِّل جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها، وقد توهَّم الغرب أنه يستطيع، بمساعدة طائفةٍ من الحكام والسياسيين الذي باعوا أنفسهم له وللشيطان، أن يُغيِّرها ويُحِلَّ محلها أفكاره العلمانية لعلَّه يستطيع أن يُميِّع هذه الأمة ويصرفها عن دينها، كمرحلةٍ أولى نحو نفي حالة العداء المتأصِّلة بين الإسلام والكفر، مما يُمهِّد لقبول الأمة الإسلامية بسيطرة الغرب على مقدراتها.
لكن، ولله الحمد والمنة، خاب فألهم، وطاش سهمهم، فقد بلغت المفاهيم الإسلامية حدّاً من الرسوخ في عقول المسلمين يجعلها تستعصي على كل المؤامرات، وبدل أن تتهاوى دفاعات الأمة نتيجة الهجمة الشرسة، فإننا نشهد عكس ذلك تماماً حيث تَدِبُّ الحياة في أوصال الأمة، وتُقبل على دينها، وتتجرَّأ على حُكّامها الظلمة، وتتسابق إلى التضحية بالأموال والأنفس تسترخصها في سبيل الله.
إن هذه الأمة منصورةٌ بإذن الله، لا نقولها رجماً بالغيب، ولكن إيماناً بما بشَّرنا به الله تعالى ورسوله الكريم، والأدلة على ذلك قد بلغت حد التواتر المفيد لليقين، ونقولها كذلك استقراءً لأحوال الأمة وصحوتها المباركة، وإن غداً لناظره من المشككين والموقنين قريب. ومهما تآمر الغرب وأزلامه، فإن مكرهم هو يبور، قال تعالى: ((يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ)).
وإلى حركات ما يسمى الإسلام المعتدل نقول: لا تعطوا الدنية في دينكم، فالأمة مقبلةٌ على الإسلام، راغبةٌ فيه، مستعدَّةٌ للتضحية، فاسبقوها ومهِّدوا لها الطريق نحوه، ولا تكونوا عائقاً في طريقها ولا عوناً لأعدائها عليها.
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير بالمغرب
26 من جمادى الثانية 1434
الموافق 2013/05/06م