الخبر:
ذكر موقع ألف بوست بتاريخ 2/5/2013، أن "مكتب "النزاهة المالية العالمية" أصدر قبل أسبوعين، تقريراً أورد فيه أن المغرب يحتل المرتبة 45 ضمن 143 دولةً في تهريب الأموال، مشيراً إلى أن ما جرى تهريبه خلال العشر سنوات الأخيرة قد تجاوز 12 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز ما ستقترضه حكومة عبد الإله بنكيران خلال خمس سنوات. وكتبت جريدة ليكونوميست يوم 12 أبريل الماضي نقلا عن مدير مكتب الصرف جواد الحمري أن المغرب فقد خلال الشهور الأخيرة فقط 34 مليار درهم أي أربعة ملايير دولار، وهو ما يشكل 4% من الناتج الإجمالي الخام للبلاد.
ورغم كل هذه المعطيات المخيفة، ورغم وجود أقراص رقمية تباع في أوروبا عند بعض المصادر المكلفة بفضح الفساد تتضمن أسماء المغاربة الذين لهم ثروات ضخمة في الأبناك السويسرية، ترفض الحكومة المغربية فتح تحقيق قضائي واقتناء هذه الأقراص كما فعلت الدول الأوروبية ومن ضمنها إسبانيا. ويعود سبب إحجام الحكومة المغربية إلى تفادي الاصطدام مع نافذين في هياكل الدولة المغربية ومن مستويات عليا".
التعليق:
لم يبق أحدٌ يجهل أن علة بلادنا هي في حكامها ومسئوليها، وأن الفقر الذي تعاني منه الأغلبية هو نتيجةٌ حتميةٌ لثلاث مُجْتَمعات فساد الأنظمة والمعالجات الرأسمالية المطبقة وفساد الحكام وبطانتهم واستئثارهم بمقدرات الدولة وحماية الدول الاستعمارية للفساد والمفسدين بما يحقق مصالحها.
ولما كان الحكام لا يستندون في وجودهم لرضى وقبول الأمة وإنما لحماية الأمريكان أو الروس أو الفرنسيين أو البريطانيين...، فإنهم يرون رأي العين أن الأمة إذا تحركت لاسترداد سلطانها المغصوب فما لهم من قرار في بلاد المسلمين. لهذا نجدهم يُهَربون ما نهبوا من أموال إلى الخارج ويُمَنون أنفسهم بحياة آمنة إن زلزلت أرض المسلمين من تحت أرجلهم، لكن أنى لهم ذلك؟
وعليه، فإن التهريب المتسارع للأموال من طرف "نافذين في هياكل الدولة المغربية ومن مستويات عليا" دليلٌ صارخ على أن المسئولين يدركون أن الغضب الشعبي في تزايدٍ مستمر، وأن ساعة الحسم تطاردهم، لهذا فإنهم لم يعودوا يأمنون على أموالهم أن يتركوها داخل البلاد، وهم يهيئون لأنفسهم من الآن منفى مريحاً يتمتعون فيه بما نهبوه طوال عقود.
ألا فليعلم الشعب أنه إن طلق الخوف وزمجر وتحرك على أساس الإسلام فسيسترد سلطانه المغصوب وهو منصور بإذن الله، قال عز وجل: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )).
وأما الـ "نافذين في هياكل الدولة المغربية ومن مستويات عليا" فليتقوا الله، وليعلموا أن كل درهم أخذوه من غير حقه سيكون عليهم وبالاً في الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهِ لاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ...»، أما في الدنيا فإنا نحيلهم على مصائر الطغاة الذين خُلعوا من دنياهم فما أغنت عنهم الملايير التي كنزوها، بل ولم تمهلهم أيادي الغاضبين مجرد أن يصلوا إليها. أليس في ذلك عبرةٌ للمعتبرين؟
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير بالمغرب
|