الخبر:
نشر موقع الحرة بتاريخ 06/10/2013 مقالاً بعنوان: "في ظل حكم الإسلاميين.. المغرب الأول عربياً في إنتاج الخمور"، جاء فيه أنه وفق نتيجة كشفها تقرير جديد أصدرته وكالة رويترز للأنباء هذا الأسبوع حول نسبة إنتاج واستهلاك الكحول في العالم العربي، أن المغاربة يستهلكون في العام الواحد ما مجموعه 131 مليون لتراً (ما يعادل حمولة قلعة دائرية قطرها 20 متراً بارتفاع 149 طابقاً) تشمل 400 مليون قنينة جعة و38 مليون قنينة خمر، ومليون ونصف مليون قنينة ويسكي، ومليون قنينة فودكا، و140 ألف قنينة شامبانيا، أي أن المغاربة يستهلكون الخمر أكثر من الحليب.
وكشف التقرير أيضا أن المغرب أكبر مصدّر للخمور في العالم العربي، حيث يخصص أكثر من 15 ألف هكتار لزراعة العنب أو الكروم لإنتاج النبيذ، وأنه بالرغم من وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي إلى السلطة في المغرب، فقد ارتفع معدل إنتاج الخمور واستهلاكها في المملكة خلال العام الجاري. ومعلوم أن صناعة الخمور تضخ موارد مالية تدخل في ميزانية الدولة. فحسب أرقام وزارة المالية المغربية يدرُّ هذا النشاط على الدولة عائدات ضريبيَّة، تقدر بـ130 مليون يورو وتشغل حوالي 20 ألف عامل.
التعليق:
هل نحتاج إلى فتاوى واجتهاد لنذكر بأن الخمر حرام؟ أيوجد من المسلمين من يجهل حرمة الخمر؟ أيجهل أحدنا أن الله لعن في الخمر عشرة وليس شاربها فقط؟ قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لُعِنَتِ الخَمْرُ عَلَى عَشْرَةِ وُجُوهٍ: لُعِنَتِ الخَمْرُ بِعَيْنِهَا، وَشَارِبُهَا، وَسَاقِيهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَعَاصِرُهَا، وَمُعْتَصِرُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا» [صحيح، مسند أحمد].
يا من تبيحون صنع الخمر وتجارة الخمر وشرب الخمر، هل تعلمون كم من الآثام ترتكب لشراء الخمر؟ وكم من الآثام ترتكب في مجالس الخمر؟ وكم من الآثام ترتكب نتيجة شرب الخمر؟ في صحائف من يا تُرى تُدوّن هذه الخطايا؟ هل في صحائف معاقريها وحدهم؟ أم كذلك في صحائف من يبيح تداول الخمر بل ويُقنِّنها ويسهل للمواطنين الحصول عليها؟ كم من روح أزهقت بسبب الخمر؟ كم من أمٍّ أُثكلت؟ كم من زوج أيمت؟ كم من عيال يُتِّمت؟ كم من عائلات شردت؟ كم من أعراض انتهكت؟ كم من أموال بُذِّرت، وكم وكم ...؟ أما يكفيكم كل هذا؟
كيف تبررون أمام الله صنيعكم غداً يوم القيامة، هل تظنون الملايين التي تجنونها من هذه التجارة على شكل ضرائب تشفع لكم عند الله؟ أتظنون الله يبارك لكم في مكوس الخمر؟ ما لكم كيف تحكمون؟
إنه ليؤسفنا والله، أن تؤول أوضاع أول حكومة للإسلاميين إلى هذا الحال، فبدل أن تمنع كل المظاهر التي تخالف شرع الله، من خمور وقمار وعري ودعارة ونهبٍ للأموال وتسلُّطٍ لأصحاب النفوذ، وبدل أن تُسرع الخطى نحو تطبيق شرع الله الذي به وحده تسعد البشرية وتُحَلُّ مشاكلها، نراها لا تفعل أي شيء من ذلك كله، فتذر المخالفات الشرعية كما كانت، ومعلومٌ أن أيَّ انحراف إذا لم يُقوَّم استفحل، وهذا ما نراه عياناً.
قد يبرر بعض قيادات العدالة والتنمية تجنبهم فتح ملف الخمور بعدم رغبتهم في إغضاب النافذين المستفيدين من هذه الصناعة وكذا عدم رغبتهم في تشويه صورتهم المعتدلة التي يجهدون لإيصالها إلى الغرب، وهنا نذكرهم أن الغرب قد تآمر على إزاحة مرسي بالتعاون مع الجيش رغم أنه لم يغلق باراً ولا ماخوراً واحداً، وأنه كان مثلكم يبذل جهده لكي لا يستفز الغرب، إلا أن ذلك لم يشفع له، فنقلوه في لحظة من الرئاسة إلى الحراسة، ومن القصر إلى السجن. وها هو الغرب اليوم يحاول إعادة الكرة في تونس، بسحب البساط شيئاً فشيئاً من تحت أقدام حركة النهضة برغم مواقفها المبالغة في الاعتدال والمداهنة والمسايرة.
إن إرضاء الغرب إضافة إلى كونه سراباً وغايةً لا تدرك، فإن فيه سخط الله ولعنته وخزيه في الدنيا والآخرة، أفيرضيكم أن تنالوا رضا الغرب، ولن تنالوه، بإغضاب ربكم؟
ألا ندلكم على خير من ذلكم؟ تطيعون الله ورسوله، وتمتثلون أوامره وتطبقون شرعه، فيفتح عليكم خزائن رزقه ورحمته، ويُحِلّ عليكم رضوانه، ويجعل لكم من ضيقكم مخرجاً. قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾.
فأيُّ الداعيين تجيبون؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير محمد عبد الله
|