أيها المسلمون، يا أهل المغرب،
حزب التحرير بالمغرب يغتنم هذه الفرصة ليهنئكم بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك داعياً الله أن يعيده عليكم وعلى أهليكم وأنتم ترفلون في ثياب الصحة والعافية والأمن والإيمان. فضحُّوا يقبل الله ضحاياكم بإذنه. تقبل الله منا ومنكم.
أيها المسلمون، يا أهل المغرب،
إنه ليسُرُّنا أن نرى حرصكم واستماتتكم على إحياء هذه السنة النبوية، وإنا لنعلم أن قطاعاً عريضاً منكم يلجأ إلى بيع بعض متاعه، أو التضييق على نفسه وعياله، بل والاستدانة لتدبير ثمن الأضحية، ونستغلُّ هذه الفرصة لكي نحذركم من الوقوع في فخ شركات السلف التي تستغلُّ حرصكم على إحياء هذه السنة، بتشجيعكم على الاقتراض الربوي المحرم، ونذكركم وأنتم إن شاء الله أهل للذكرى، أن الربا حرام، عَنْ جَابِر بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ»، وَقَالَ: «هُمْ سَوَاءٌ» [صحيح مسلم]. وفي هذا المقام فإننا نذكر أن شراء الأضحية، وهو سُنَّةٌ للقادرين عليها، ومن لا يقدر عليها فهو معفى من الأضحية, ولا يجوز له أن يلجأ إلى الحرام لشراء الأضحية.
كما نستغل هذه الفرصة لنذكركم بأصل هذا العيد وهو اختبار الله تعالى لصلابة سيدنا إبراهيم عليه السلام في الامتثال لأمره بذبح ابنه، ونجاح سيدنا إبراهيم في هذا الامتحان الصعب، وقد قال تعالى في حقه: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾، وندعوكم للاستنان بسنة سيدنا إبراهيم في الصبر على أوامر الله، والتضحية بالغالي والنفيس في سبيلها. وليس من أمرٍ أحبَّ إلى الله ولا أعظم عنده، من إقامة الكيان السياسي الذي يحكم بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فإلى ذلك ندعوكم، ولا يصرفنّكم اتباع السنن عن إقامة الفروض، قال تعالى في الحديث القدسي: «مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مَمَّا افتَرَضْتُ عَلَيْهِ» [رواه البخاري].
أيها المسلمون، يا أهل المغرب،
وأنتم في أجواء العيد وفرحته، تتقلبون بين أهليكم وأصدقائكم، لا تنسوا إخواناً لكم حُرموا من هذه الأجواء، في سوريا والعراق وميانمار وفلسطين والصومال ونيجيريا وغيرها من بلاد المسلمين...، فلا تنسوهم من صالح دعائكم، لعل الله يفرج عنهم قريباً، وتذكروا أن الخلافة وحدها، والقائمة قريباً بإذن الله، هي التي ستضع حداً لمآسيهم وأحزانهم، فَغُذُّوا السير معنا نحوها، لعل الله أن يجعل أجر إقامتها في صحائفكم.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في المغرب
09 من ذي الحجة 1434
2013/10/14م