﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
يا لَلمسلمين... يا لَلمؤمنين... يا لَجيوش المسلمين...
في ذكرى هدم الخلافة من باحات الأقصى نستصرخكم، ومن أولى القبلتين نناديكم، ومن أرض الرباط نستنهض هممكم وعزائمكم، من مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم نهتف بكم، من البقعة الطاهرة معراج نبيكم صلى الله عليه وسلم إلى السموات العُلا نخاطبكم.
من هنا، من الأرض المباركة نتوجه إلى الأمة الإسلامية في كل بلاد الإسلام... من المحيط إلى المحيط وإلى كل بقعة وصلها التكبير "الله أكبر..."
إلى كل جيوش المسلمين بعامة، وجيوش الكنانة وباكستان وتركيا وأهل القوة في بلاد الشام بخاصة...
أما تاقت نفوسكم للأقصى، أما اشتاقت جباهكم للسجود على ثرى الأقصى، أما حنت أفئدتكم للقاء الأقصى؟
أما اشتقتم لمسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام، أما حدثتكم أنفسكم بالشهادة على ثرى الأرض المباركة لتخالط دماؤكم دماء الصحابة الكرام؟
الأقصى يناديكم، أين الفاروق عمر... أين صلاح الدين... أين خليفة المسلمين، أيهون عليكم مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدنسه يهود برجسهم؟
اليهود أشد الناس عداوة للذين آمنوا، احتلوا بيت المقدس، وأحرقوا الأقصى ومنبر صلاح الدين... أما تحرقت قلوبكم ألما وكمداً لحرق معلم عزتكم؟
اليهود يقتحمون الأقصى ليقيموا فيه طقوسهم... ليدنسوا أرضه برجسهم، أيدنس الأقصى ويُعظم فيه غير الله... وأنتم ترقبون!! فأين أنتم يا خيرة المؤمنين؟؟
حملات يهود ضد الأقصى على أشدها لبناء هيكلهم المزعوم... فماذا أنتم فاعلون؟؟
أما سمعتم بأنفاقهم تحت الأقصى... أما سمعتم بحفرياتهم... أيهدم الأقصى وأنتم تنظرون... أيقوض بنيانه وأنتم سامدون؟!!
هذا نداء الأقصى إليكم في ذكرى هدم الخلافة، أقيموا الخلافة وحرروني، أقيموا الخلافة وأنقذوني...
يا أهل الشام... يا خيرة المؤمنين... لقد ابتليتم في أنفسكم وأهليكم وأموالكم وتآمر عليكم القريب والبعيد وليس لكم غير الله ناصرٌ... وليس لكم غير الإسلام منقذٌ... وليس لكم غير الإيمان مثبتٌ...
أيها الصابرون في حمص أسرع أهل الشام إسلاما، يا من أكرمكم الله فجعل أرضكم مثوى سيف الله المسلول خالد بن الوليد...
أيها الأبرار في حلب الشهباء التي أنارها الله بنور الدين زنكي فانطلقت منها كتائب المجاهدين التي دكت صروح الصليبيين،
أيها المرابطون في خير مدائن الشام دمشق معقل المؤمنين،
أيها الأبطال في الغوطة فسطاط المسلمين، أيها الأخيار في الألوية والكتائب...
من الأقصى نخاطبكم جميعا، اجمعوا أمركم ووحدوا صفكم، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ وانبذوا العملاء والمجرمين، وانطلقوا بمعية الله وتوفيقه إلى خير مدائن الشام دمشق واقطعوا رأس الأفعى، ولا تلتفتوا إلى من يثبطكم عن دمشق واعلموا أن النصر من عند الله وأن الله مولاكم ولا مولى لهم ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾
وانطلقوا من دمشق إلى الأقصى مكبرين مهللين... انطلقوا مع خليفة المسلمين إلى بيت المقدس عقر دار الخلافة...
يا أهل الكنانة... يا أهل الجهاد في سبيل الله،
يا جيش مصر، كنانة الله في أرضه، إنكم مدد الإسلام وقوة المسلمين، أنتم أبطال حطين وعين جالوت، أنتم أبطال رمضان، ولولا تآمر المتآمرين لحزتم شرف تحرير بيت المقدس يوم اجتزتم القناة مكبرين منذ سنين.
يا ضباط مصر، إن المؤامرة على جيشكم عظيمة لتفكيكه وتدمير بنيته تحت مسمى مكافحة الإرهاب، فالحذر الحذر واجعلوا وجهتكم بيت المقدس واحشدوا المسلمين من ورائكم، واعلموا أنكم بإذن الله لمنصورون ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾
يا علماء الأزهر، أليس بينكم وفيكم العز بن عبد السلام؟... إن العلماء هم ورثة الأنبياء فانهضوا لأمر دينكم وجيِّشوا مصر لنصرة الإسلام وإقامة الخلافة...
أيها الضباط والقادة، جددوا سيرة صلاح الدين واجمعوا جناحي العقاب أجناد مصر والشام، لتحلِّقوا بأمة الإسلام وتنقضّوا على كيان يهود فتطهروا الأرض المقدسة من رجسهم.
يا أهل باكستان... يا أهل التقى والإسلام
هذا معراج رسول الله يستصرخكم... فماذا أنتم فاعلون؟... وهذا المسجد الأقصى يستنصركم فهل أنتم ملبون؟...
يا جيش باكستان... أمريكا تسخركم لقتل إخوانكم... أمريكا تسعى لتدميركم... أمريكا هي عدوكم، فخلصوا أنفسكم من التبعية لها... الفظوا العملاء من بينكم... واجمعوا كلمة المسلمين، وأعيدوا اللحمة فيما بينكم، فأنتم وأفغانستان ومسلمو القارة الهندية ووادي فرغانة والقوقاز أمة واحدة وقادرون على نصرة الإسلام وإقامة الدين.
هذا نداء حزب التحرير إليكم أن أقيموا الخلافة وازحفوا بجيشكم الجرار إلى بيت المقدس، وإنكم أهل لتنالوا شرف تحريره.
يا أهل العزة في تركيا والجيش التركي، أنتم أحفاد محمد الفاتح والسلطان سليمان، أنتم أحفاد القادة العظام الذين نشروا الإسلام وأقاموا الدين ودافعوا عن المقدسات، أنتم أحفاد السلطان عبد الحميد القائل "إن عمل المبضع في جسدي أهون علي من أن أعطي شبرا واحدا من فلسطين لليهود". أجيبوا نداء الأقصى وأعيدوها خلافة على منهاج النبوة وجددوا عهد الخلفاء في المسجد الأقصى، فنبض الخلافة لا زال في عروقكم.
يا أهل اليمن... يا أهل الإيمان والحكمة... لبوا نداء الأقصى... فاجمعوا أمركم وأقيموا الخلافة وائتوا بجزيرة العرب خاضعة لسلطان الإسلام... لتعانق مآذن الأقصى مآذن البيت العتيق مكبرة مهللة.. ترتفع فيها أصوات المؤمنين مرتلة ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.
أيها الأخيار في المغرب الإسلامي، أيها الحفّاظ لكتاب الله في ليبيا أرض الأبطال والمجاهدين... أيها الأخيار في تونس أرض العلماء ومنبت القادة، أيها المسلمون في الجزائر والمغرب أرض الشهداء... أجيبوا داعي الله ولبوا نداء الأقصى فانبذوا العلمانية والضلال، أزيلوا الحدود التي بينكم واجتمعوا على راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فالخلافة هي وحدتكم ونجاتكم.
أيها المسلمون في كل بقعة وصلها التكبير "الله أكبر..."
يا جيوش أمة الإسلام...
بيت المقدس يستغيث بكم والأقصى يستصرخكم... وينادي فيكم،
الله أكبر الله أكبر... حي على الصلاة حي على الفلاح... ينادي فيكم حي على الجهاد... فهل أنتم ملبّون، هل أنتم له محررون من رجس يهود، وهل أنتم لله مُخلصون؟
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
المسجد الأقصى على موعد مع النصر والتحرير، على موعد مع خليفة المسلمين، على موعد مع جيش الخلافة... وهذا هو نداء الأقصى إليكم... الخلافة مرضاة ربكم ومبعث عزتكم فأقيموها أيها المسلمون، أقيموها أيها الضباط والجنود
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
اللهم بلغ نداءنا هذا إلى المسلمين... اللهم بلغه إلى جيوش المسلمين...
اللهم أيدنا بخيرة أوليائك وخيرة جندك... وطهر المسجد الأقصى من رجس يهود
اللهم وحد صفوف المسلمين واجمع كلمتهم على إقامة الدين
اللهم قوِّ عزائم المسلمين وخذ بأيديهم للإطاحة بالحكام العملاء الخائنين
اللهم خلافة على منهاج النبوة... وبيعة لأمير المؤمنين... ونصرا من عندك يا أرحم الراحمين
والحمد لله رب العالمين