الخبر:
نشر موقع لكم. كوم بتاريخ 3/4/2013 مقطع فيديو مصدره قناة إسبانية يظهر فيه يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون المغربي في لقاء عمل مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، خوصي مانويل غارسيا ماغايو يتعهد فيه بأن لا يثير المغرب أيَّ نقاشٍ حول وضع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وجاء "اشتراط" الوزير الإسباني في معرض رده على طلب الوزير المغربي أن يعتمد الطرفان مستقبلاً الحوار كسبيلٍ وحيدٍ لحل أيِّ خلافٍ بينهما، فردَّ عليه الوزير الإسباني مشترطاً: "لكن ينبغي أن تبتعدوا لنا دائماً عن سبتة ومليلية"، فأجابه المسئول المغربي مثل تلميذ بالقول: موافق.
رابط الفيديو http://youtu.be/_mCVZw6YceA
التعليق:
فعلاً، لقد صار وضعنا محزناً. ما معنى أن يطلب المغرب من إسبانيا أن يتم اعتماد الحوار كسبيلٍ وحيدٍ لحل الخلافات بينهما؟ إذا علمنا أنه من غير الوارد، حتى في الأحلام، أن يلجأ المغرب إلى القوة لحل خلافٍ، أي خلافٍ، مع إسبانيا، وقد بدا هذا واضحاً فيما عرف بأزمة جزيرة ليلي في 11/7/2002، حين أقدمت إسبانيا على طرد الجنود المغاربة من الجزيرة دون أن يبدوا أية مقاومة، فإنه لا يبقى من معنىً للطلب المغربي، خصوصاً لمن رأى قسمات وجه الوزير المغربي وهو يتقدم بطلبه، إلا القول لإسبانيا، نرجوكم لا تستعملوا القوة من جهتكم لحل الخلافات بيننا، ونرجوكم لا تلجأوا حتى للتهديد باستعمالها، ونحن طوع بنانكم، نعالج خلافاتنا بما يرضيكم ولا يُكدِّر مزاجكم!
وأمام هذا الاستخذاء المغربي، من الطبيعي أن يرتقي الوزير الإسباني درجةً أخرى، فيشترط ألا يثير المغرب وضع مدينتي سبتة ومليلية لمجرد النقاش، ومرة أخرى، لا يتردد الوزير المغربي للحظة فيبدي موافقته على الفور.
وهنا تظهر حقيقة الموقف المغربي من قضية المدينتين: الإهمال التام، والتناول الموسمي لمجرد دغدغة مشاعر السذج. نعم هذا هو الموقف المغربي، وهو موقفٌ لم يتغير، رغم الجعجعة الإعلامية التي يصدرها بعض المسئولين بين الفينة والأخرى. وفي هذه المرة أفصح عنه الوزير العمراني بشكلٍ سافرٍ، ولعل سبب انطلاقه في الحديث أمام القنوات الإسبانية أنه لم يُقدِّر أن فحوى اللقاء سيصل بين أيدي الصحافة المغربية.
نقلت جريدة المساء بتاريخ 16/12/2006 عن مسئولين إسبان كبار أن: "المغرب غير مهتم بقضية استعادة سبتة ومليلية، وكلامه بين الحين والآخر عنهما هو فقط من أجل الاستهلاك الداخلي وامتصاص انشغال المغاربة بهما".
إن سبتة ومليلية أرض إسلامية، فتحها المسلمون بدمائهم، وستظل أرضاً إسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولو تخلى عنها الحكام. وهنا نوجه السؤال إلى حكومة العدالة والتنمية، ما رأيكم في هذا التصريح من الوزير المنتدب/ الحقيقي؟ أتُقرُّونه عليه؟ أتنطبق عليكم مقولة "السكوت علامة الرضا"؟ هل تنوون فعل شيءٍ ما لتحريك هذا الملف، أم أنكم لا تزالون على خطى الحالم سلفكم عباس الفاسي أن المغرب يمكن أن يستعيد المدينتين كما استعاد الصحراء من قبل بأسلوب المفاوضات والصداقة وحسن الجوار (موقع هسبريس نقلاً عن وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» بتاريخ 23/02/2008)؟
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير بالمغرب
|