مُشْكِلَةُ المِيَاه في الأردن ما حلُّها؟ |
|
في صيف عام 1998م عانى الناس في الأردن، وبخاصة سكان العاصمة عمان، أزمة شديدة في مياه الشرب، فاقت ما يعانيه الناس كل عام، وذلك بسبب تلويث وشح المياه. فادَّعى المسؤولون في الأردن أن سبب التلوث يرجع إلى خلل في أجهزة الترشيح (الفلاتر) وإلى تقصير بعض الموظفين في أداء عملهم. |
وكالعادة، فتشت الدولة عن كبش فداء لتحميله مسؤولية هذا الخلل والتقصير، فأقيلت الحكومة، وجيء بحكومة غيرها. إلاّ أن المشكلة ظلت قائمة، فصدرت تصريحات متباينة، ومعلومات متناقضة، حول صلاحية ونقص مياه الشرب، وصار الناس في حيرة من أمرهم، هل يصدقون وزير المياه والري ووزير الصحة، اللذَيْن يدَّعيان أن المياه قد عادت صالحة للشرب، أو يصدقون تحاليل وفحوصات (الجمعية العلمية الملكية) التي أظهرت مختبراتها أن المياه الخارجة من محطة (زيّ) لا تقع ضمن اشتراطات المواصفة الأردنية لمياه الشرب، لوجود الفطريات فيها..؟؟ أيُّها المسلمون: إن الأوضاع السيئة، التي يعيشها المسلمون في الأردن وفي غير الأردن، من فقر وضعف، لا يرجع إلى قلة الموارد في بلادهم، ولا إلى قلة عددهم، فبلادهم من أغنى بلاد العالم بثرواتها المعدنية والمائية، وعددهم يربو على المليار، وإنما يرجع إلى تخليهم عن الإسلام كنظام حياة، ثم خضوعهم لحكام يطبقون عليهم أنظمة الكفر لكي لا يعودوا إلى سابق عهدهم، أمة موحدة قوية عزيزة الجانب، يرهبها أعداؤها ويحسبون لها ألف حساب. إن الكفار بعد قضائهم على الدولة الإسلامية، وتقسيمها إلى دويلات نصبوا عليها حكاماً، يطبقون عليها الأنظمة الغربية وهي أنظمة كفر، وينادون بالقومية والوطنية، لصرف المسلمين نهائياً عن الإسلام، لأن الكفار يدركون أن الإسلام هو الذي يوحد المسلمين، ويجعل منهم قوة فاعلة، تقف في وجه الأنظمة الوضعية من رأسمالية وغيرها، ويجعل منهم دولة قادرة على تحرير المسلمين وبلاد المسلمين من الكفار، خاصة تحرير فلسطين من اليهود، والقضاء على كيانهم الذي صنعه الكفار ليكون رأس جسر لهم، وخنجراً مسموماً في قلب العالم الإسلامي، ليحولوا دون عودة الخلافة... |