مرافعة تهامي نجيم التي أدلى بها أمام المحكمة الابتدائية بالبيضاء
يوم الثلاثاء الموافق 05/06/2012
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مليك السموات الأرض، يقضي بين عباده بالحق، إليه يرجع الأمر كله، وهو على كل شيء قدير.
سعادة القاضي المحترم:
أود بداية أن أدلي بكامل احترامي للقضاء والقضاة ذاكرا في هذا كلام سعيد بن سويد في خطبته في مدينة حمص الأبية إذ قال: أيها الناس إن للإسلام حائطا منيعا وبابا وثيقا فحائط الإسلام الحق وبابه العدل ولا يزال الإسلام منيعا ما اشتد السلطان وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذا بالعدل.
فأنتم يا سعادة القاضي يفترض أن تكونوا الحائط المنيع والباب الوثيق للإسلام، ويمثُل أمامكم شاب من شباب المغرب نَشأَ نشأةً غربية مولودًا في ديار الغرب لم ينس هويته الإسلامية وأصوله المغربية.
قررتُ الرجوع إلى بلدي الأم فرارًا من الهجوم على هوية أبنائي الإسلامية حفاظا على الأصول والقيم، ولأول مرة في حياتي وجدت نفسي في مجتمع أنسجم معه دينيّا وتاريخيا.
وشعرت بقيمة مساهمتي ومشاركتي في تحديد مسار هذا البلد الطيب واعتبرت أنني فعلا لي حق ومسؤولية يفرضها علي ديني في الإدلاء برأيي.
سعادة القاضي المحترم:
المغرب جزء أصيل من أمة الإسلام له رجاله، وأنا أعتبر نفسي رجلا من رجاله، ابنُ رجلٍ كان في جيش التحرير يحرر البلد من الاستعمار، وبي غَيْرةٌ على هذه الأمة واستعداد كامل للتضحية بكل وقتي من أجل حمايتها من شر الدخيل علينا، وأفتخر بعقبة بن نافع ويوسف بن تاشفين وطارق بن زياد وأفتخر بشهامة أهلنا وحسّهم الإسلامي العالي في الصحراء والريف وفي الغرب والشمال العربي والأمازيغي لا أفرّق بين أحد منهم.
وأنا رافض لسياسة تكميم الأفواه وألتزم بما روي في مسند أحمد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "لا يمنعن رجلا منكم مخافةُ الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو علمه" فأنا أتساءَل عن مستقبل بلدنا السياسي والاقتصادي، وأتساءل عن اقتصاد الريع والنهب والاختلاس والفساد الإداري، وأتساءل عن الإضرابات والمظاهرات، وأتساءل عن الانفلات الأمني والانهيار الأخلاقي وعن التقصير في علاج الجفاف والفيضانات.
نعم أنا ابن هذا البلد وأهتم بهذا البلد وأمارس حقي في الدفاع عن هذا البلد...
وبخصوص حزب التحرير فهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام وآراؤه منتشرة على منتديات سياسية إسلامية ومن المستحيل على السياسي الباحث أن لا يعرف آراءه الدقيقة في الشؤون السياسية العالمية.
فأنا بحثت في آرائه ووجوده ووجدت أنه مرخص له في لبنان ويعمل بطريقة معلنة في تونس ومصر واليمن وسوريا والأردن وسائر دول المسلمين العرب إضافة إلى إندونيسيا وباكستان وكينيا ودول أخرى آسيوية وأفريقية.
ووجدت إقرارا دوليا بسلميّته واعتراف العلماء بنقاء أفكاره والثناء عليها ومنها مؤسسة الأزهر الشريف بمصر، فهو حزب معروف على صعيد العالم يعمل في القارات الخمس، واقتناع المرء بأفكار حزب التحرير لا يجعل منه مجرماً ولا مخرّباً، وإنما يجعل منه سياسيا غيورا على سلامة أمته واصلاً ليله بنهاره من أجل دفع السوء عن هذه الأمة الطيبة.
نعم يا سعادة القاضي المحترم، أنا ابن هذا البلد وأهتم بأهله وأمارس حقي في الدفاع عنهم ومقتنع بأفكار سياسية إسلامية مستنبطة من القرآن والسنة نادى بها حزب التحرير من أجل عودة الإسلام ليُشكل علاقات المجتمع، فهل ترون في هذا تهمة تستحق السجن في الوقت الذي يُترك المجرمون الحقيقيون الذين يدمرون البلاد والعباد؟!!
سعادة القاضي المحترم
أنا لم أستبحْ دماء الناس ولا أموالهم ولا أعراضهم ولم أعتدِ على أحد التزاماً مني بدين الإسلام، فكيف أُتّهم بالتخريب؟!! حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.
بارك الله فيكم وأرشدكم للحق وأنطقكم بالعدل
وفي الختام أقول:
إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ
تهامي نجيم - المغرب
22 من رجب 1433
الموافق 2012/06/12م